***************************************
اللوحة المسمارية
صوت: ألو ... مقهى النخبة،
هنا نيويورك. أريد أيوب العربي.
أيوب: هو الذي يتكلم.
الصوت: أنا الدكتور جافييه بيريز دي كويلار. الم تعرفني؟
أيوب: مع الأسف.
الصوت: ولو، أنا الأمين العام الجديد للأمم المتحدة. ما هذا؟ تكاد تنتهي مدة ولايتي ولم تعرفني أو تحفظ اسمي؟
أيوب: بسيطة يا سيدي،فنصف الوزراء الذين يتحدثون باسمي وبيدهم لقمتي ومصيري لا أعرف أسماءهم، وبعضهم لاأسمع به إلا عند تشكيل الوزارة. على كل حال، أهلاً وسهلا، أيةخدمة؟
الصوت: تعرف أن الاستعدادت بذكرى الإعلان عن حقوق الإنسان قد بدأت.
أيوب: أي انسان! الإنسان الآلي؟
الصوت: لا. لا. الإنسان العادي الذي من لحم ودم ومشاعر. الإنسان الذي يزرع لنأكل، ويغزل لنلبس ويموت لنحيا.
أيوب: وما علاقتي أنا بهذا الموضوع؟
الصوت: إنالأمم المتحدة معنية هذا العام بإقامة احتفالها السنوي بهذه المناسبة في إحدى دول العالم الثالث.
أيوب: ألم تجدوا سوى دول العالم الثالث مكانا للاحتفال بحقوق الإنسان؟
الصوت: لا. لأن هذه الحقوق في تلك البلاد وخلافاً للتقارير ما زالت موضع شك. ولهذا وجّهت الدعوة إلى كبار الكتاب والفنانين والتكنوقراطيين للمساهمة في هذا الاحتفال ليأتي فيلماً وثائقياً وشهادة حية أقف من خلالها على واقع هذا الإنسان وطموحاته، وعلى العوامل التي تجعل وتيرة نموه أقل بكثير من طاقاته وإمكاناته. وأريدك أن تشرف عليه شخصياًمن حيث استقبال المدعوين وملاطفتهم، وترتيب أماكن جلوسهم، ومراجعة كلماتهم. انني أعتمد كثيراً على خبرتك وحكمتك في نجاح هذا الاحتفال.
أيوب: ولكنني تركت الأدب والسياسة منذ زمن بعيد.
الصوت: هذا ليس موضوعاً سياسياً أو أدبياً، إنه موضوع إنساني . هل تخليت عن إنسانيتك أيضاً؟
أيوب: لا. ولكنك فاجأتني بمهمة خطيرة ليس عندي أي استعداد نفسي أو معنوي للاضطلاع بها. ليس عندي حتى الثياب اللائقة لأظهر بها في هذه المناسبة.
الصوت: سترتدي ثياب الأمم المتحدة.
أيوب: حسناً . وزمان ومكان الاحتفال؟
الصوت: كل هذه المعلومات ستصلك برقياً فيحينه.
أيوب: والتعويضات!
الصوت: ستكون مغرية وبعملة البلد المضيف.
أيوب: لا أنا يساري ولا أقبض إلا بالدولار.
الصوت: وكيف صرت يسارياً بين ليلة وضحاها؟
أيوب: كما صار الأستاذ محمدحسنين هيكل. هل هو أحسن من غيره؟
الصوت: جهّز نفسك للسفر فوراً.
*****يتبع ****