كان يا ما كان في قديم الزمان :
كان هناك رجل في قريتنا يدعى أبو سعيد وهو الاسم الذي يناديه الناس به أما اسمه الحقيقي هو أبو محمود ويلقبه البعض أبو علي , المهم كان أبو سعيد محمود علي بخيلاً جدا , وكان معروفا بهذا الشيء في قريتنا ومشهورا به أكثر من شهرة هيفا وهبي بعد الواوا , وشهرة دانا بعد أنا دانا أنا دندن , وقد بلغ حداً هائلاً من البخل يكاد أن يكون بحجم بطيخة حمرا , أو ثلاث حبات ذرة.
أن بيت أبو سعيد هو اكبر دليل على كونه بخيلاً , فليس هناك في بيته سوى 24 غرفة نوم ,12 صالون , 15 مطبخ , 45 حمام , و تواليت واحد , هل تتخيلون ذلك تواليت واحد لكل هذا البيت , هذا دليل واضح على البخل , وليس فقط ذلك فهنالك المزيد.......بعد الفاصل.....نعود بعد قليل.
عدنا : شكل أبو محمود الخارجي من أغرب الأشكال في قريتنا لا بل في العالم , فهو يشتري قمصانه من kickers وبنطاله من Beneton وحذائه من Adidas , أما under ware فلن تصدقوا من أين يشتريها , من سوق الحرامية عند شارع الثورة من بسطة أبو علي الحرستاني وهو يدعي أن ذلك ليس بخلاً بل هو وفاء لصديقه أبو علي الحرستاني مديره السابق في العمل .
ومن الأدلة الأخرى على بخله أن يقص شعره فيرساتشي لكي يوفر في الشامبو الذي يستخدمه في غسيل شعره , فالشعر الطويل كما تعلمون يحتاج إلى كمية أكبر من الشامبو , وهو يقول أنه يقصه على الموضة , و أبو سعيد لا يستعمل سوى بارفانات فرنسية من بخله ولا يستعمل الإنتاج الوطني.
و هو من أسوأ الناس أخلاقاً , فهو يقوم يومياً بالمرور على بيوت جيرانه وسؤالهم إن كانوا يريدون شيئاً مدعياً أنه يريد خدمتهم في حين أنه وفي موقف شخصي معي أنا الكاتب نسي أن يجلب لي ما طلبته منه في مرة من 3124 مرة التي طلبت فيها منه شيئاً .
أبو علي عبارة عن شخصية متناقضة في الجوهر والمضمون , فهو يقوم بالأمر ونقيضه بنفس الوقت , فهو يقول أنه يحب مجالسة أهل المنطقة مع أنه لا يدعوهم إلى فيلا الصبورة إلا مرة بالأسبوع , و4 عزايم بالشهر على مطاعم جار القمر وجنة صيدنايا , و 5 على الأرض السعيدة بس , عم تتخيلوا معي بخلوا , والأضرب من هادا كلو أنو في ساعة باليوم بيسكر فيها باب بيتو وهو يدعي أنه ينام بها .
وفي النهاية أنصح كل من قرأ قصة أبو سعيد محمود علي أن يبتعدوا عن البخل فهو أشبه بالمرض والله يبعدكن عن أمثال أبو سعيد 100km ويتركني أنا جارو الوحيد..
وكما قال الشاعر عن البخل :
لكل داء دواء , إلا الايدز أعيى صاحبه .......
..................